المحتوى الإعجازي الطبي في سورة الأحقاف الآية ۱٥ حول الحمل والولادة

Abstract

يُعَدّ الحمل مرحلةً مهمّةً وعميقةَ المعنى في حياة المرأة. فهو لا يجلب الفرح فقط، خاصةً إذا كان الحمل مرغوبًا بشدة، بل يرافقه أيضًا تحديات جسدية ونفسية وروحية متعددة. فمن الناحية الفسيولوجية، يعتمد الجنين اعتمادًا كليًا على جسم الأم في تغذيته، وفي حال نقصت المواد الغذائية، فإن ذلك قد يؤثر سلبًا على صحة الأم. ومن منظور الإسلام، فقد سجّل القرآن الكريم تجربة الحمل الشاقّة التي تمرّ بها الأم، كما يتجلى ذلك في قصة مريم عليها السلام، وفي بيان الله تعالى في سورة الأحقاف الآية 15. فقد واجهت مريم ضغوطًا نفسية، ووحدة، وألمًا شديدًا قبيل الولادة. وقد فسّر العلماء مثل الشيخ السعدي والجميلي هذه الآيات بأن المعاناة الجسدية والنفسية التي تتحملها الأم الحامل تُعد من أهم الأسباب التي تجعل الإسلام يوصي بشدة بإكرام الأم. وتؤيد البحوث الطبية الحديثة هذا المعنى، حيث تبيّن أن جسم الأم يمرّ بتحولات كبيرة منذ لحظة انغراس النطفة (الزيجوت) إلى مراحل تطوّر الجنين. كما بيّن النبي ﷺ ــ بوحي من الله ــ مراحل خلق الإنسان في رحم أمه بشكل دقيق، وقد أثبت العلم الحديث صحة هذه المراحل بشكل مدهش. وعلى الجانب الآخر، تتعرض الأم الحامل لاحتمالات الإصابة بمشكلات صحية مختلفة، من خفيفة كالغثيان والتقيؤ، إلى مضاعفات خطيرة كارتفاع ضغط الدم الحاد (ما قبل تسمّم الحمل) أو حتى خطر الوفاة أثناء الولادة. ولهذا، فإن هذا البحث يؤكد أن الحمل ليس مجرد ظاهرة بيولوجية، بل هو أيضًا من آيات قدرة الله تعالى ورحمته بالبشر، ويُعدّ أساسًا روحيًا عميقًا لتوقير الأم وإعطائها مكانتها السامية.